Written by: دكتور محمود غلاب
تُعد حصوات المرارة من أكثر مشكلات الجهاز الهضمى شيوعًا، و تنشأ عندما تتجمّع مكوّنات العصارة الصفراوية داخل المرارة و تشكل حجارة صغيرة قد تبقى بدون أعراض، أو تسبب ألمًا شديدًا و مضاعفات خطيرة إذا انسدت القناة المرارية.
أسباب حصوات المرارة
تتشكل حصوات المرارة نتيجة اختلال فى مكوّنات الصفراء أو بطء تفريغ المرارة. من أبرز الأسباب:
- زيادة نسبة الكوليسترول فى الصفراء: السبب الأكثر شيوعًا. عندما يحتوى السائل الصفراوى على كوليسترول أكثر مما يمكن إذابته، يتبلور و يكوّن حصوات.
- زيادة مادة البيليروبين: يحدث مع: تليف الكبد، أمراض الدم (مثل فقر الدم الانحلالى)، التهابات القنوات المرارية، فتتجمع الصبغات الصفراوية و تشكل حصوات.
- عدم تفريغ المرارة بشكل كامل: يؤدى ركود العصارة الصفراوية إلى تجمع الحصوات، ويحدث ذلك عند: الصيام الطويل، فقدان الوزن السريع، الحمل، السكرى.
- عوامل تزيد من خطر تكوين الحصوات: الجنس الأنثوى، السمنة، العمر فوق 40 سنة، التاريخ العائلى، تناول وجبات عالية الدهون، استخدام الإستروجين (حبوب منع الحمل أو العلاج الهرمونى)، و قلة النشاط البدنى.
أعراض حصوات المرارة
قد تكون الحصوات بدون أعراض، و لا يتم اكتشافها إلا صدفةً عبر السونار. لكن إن سدت القناة المرارية، تظهر الأعراض التالية:
- ألم شديد فى الجانب الأيمن العلوى من البطن، يسمى “مغص مرارى”. قد يستمر من 30 دقيقة إلى عدة ساعات. يزداد بعد الوجبات الدسمة. قد يمتد إلى الظهر أو الكتف الأيمن.
- غثيان وقيء.
- انتفاخ أو شعور بالامتلاء فى البطن.
- اصفرار الجلد و العينين (اليرقان): يحدث إذا كانت الحصوة تسد القناة المشتركة.
- ارتفاع الحرارة: إذا حدث التهاب فى المرارة.
- بول داكن و براز فاتح اللون: علامة على انسداد القناة الصفراوية.

علاج حصوات المرارة
يعتمد علاج حصوات المرارة على الأعراض و وجود مضاعفات.
1. العلاج الدوائى: يستخدم فى حالات قليلة جدًا، خاصة الحصوات الصغيرة من الكوليسترول. يذيب بعض الحصوات تدريجيًا، يحتاج من 6 أشهر إلى سنتين، نسبة النجاح محدودة، لا يستخدم إذا كانت الحصوات كثيرة أو كبيرة. الدواء: Ursodeoxycholic acid (ursochol – ursofalk)
المسكنات و علاج الأعراض: تستخدم فقط لتخفيف الأعراض، و ليست علاجًا نهائيًا. مسكنات مثل NSAIDs ،مضادات القىء، مضادات التشنج.
3. المنظار العلاجى (ERCP): يستخدم عندما تنتقل الحصوة إلى القناة الصفراوية المشتركة و تسبب انسدادًا. يتم إدخال منظار من الفم إلى القنوات الصفراوية لإزالة الحصوات.
4. استئصال المرارة (العلاج النهائى): هو العلاج الأكثر شيوعًا فى الحالات التالية:
- مغص مرارى متكرر.
- التهاب المرارة.
- انسداد القناة الصفراوية.
- وجود مضاعفات.
- عملية استئصال المرارة بالمنظار، الأكثر استخدامًا، آمنة و فعالة، يعود المريض لنشاطه فى خلال أسبوع تقريبًا.
مضاعفات إهمال حصوات المرارة
إذا لم تُعالج، قد تسبب:
- التهاب المرارة الحاد.
- التهاب البنكرياس.
- انسداد القناة الصفراوية.
- خراج حول المرارة.
- انفجار المرارة (نادر و خطير).
حصوات المرارة حالة شائعة، و قد تبقى بدون أعراض لسنوات. لكن عند حدوث ألم أو انسداد فى القناة الصفراوية، يجب التوجه للطبيب فورًا. العلاج الدائم و الأكثر فعالية هو استئصال المرارة بالمنظار عندما تسبب الحصوات أعراضًا أو مضاعفات.
ما دور الأشعة التداخلية فى علاج حصوات المرارة؟
الأشعة التداخلية أصبحت من أهم فروع الطب الحديث، لأنها تقدم حلولًا علاجية بدون جراحة، و بآلام أقل، و بدقة عالية. و فيما يتعلق بحصوات المرارة، فإن دور الأشعة التداخلية يتركز فى التعامل مع المضاعفات أو الحالات التى لا يمكن فيها إجراء الجراحة التقليدية أو المناظير.
هل تعالج الأشعة التداخلية حصوات المرارة نفسها؟
الأشعة التداخلية لا تقوم عادة بإزالة حصوات المرارة من داخلها. لأن العلاج القياسى لحصوات المرارة التى تسبب أعراضًا هو استئصال المرارة بالمنظار الجراحى. لكن دور الأشعة التداخلية يظهر عندما تصبح الجراحة خطيرة أو غير ممكنة.
دور الأشعة التداخلية فى علاج مضاعفات حصوات المرارة
1. القسطرة الصفراوية (Drainage): تفريغ المرارة المصابة بالالتهاب
تُستخدم في الحالات التالية:
- التهاب مرارة حاد لا يحتمل المريض فيه العملية.
- كبار السن.
- مرضى الرعاية المركزة.
- مرضى القلب، أو من لديهم نزيف، أو ضعف شديد يمنع الجراحة.
كيف تتم؟
تحت مخدر موضعى، باستخدام الموجات الصوتية أو الأشعة، يضع الطبيب قسطرة رفيعة فى المرارة لتصريف الصديد و الصفراء، يقل الالتهاب و الألم خلال 24–48 ساعة.
فوائدها:
- إنقاذ حياة المريض.
- تخفيف الالتهاب بسرعة.
- تمهيد المريض لاحقًا لجراحة آمنة — إن احتاج إليها.
2. علاج انسداد القناة المرارية بالقسطرة
إذا خرجت الحصوة من المرارة و سدت القناة الصفراوية، قد يحدث:
- يرقان (اصفرار).
- التهاب القنوات الصفراوية.
- تسمم بكتيرى فى الدم، فى هذه الحالة، يمكن للأشعة التداخلية: إدخال دعامة (Stent)، أو عمل توسيع للقناة للسماح بمرور العصارة بشكل طبيعى.
3. تفتيت الحصوات فى القناة الصفراوية (و ليس داخل المرارة)
عندما تكون الحصوة كبيرة أو صعبة الإزالة بالمنظار ERCP، قد تساعد الأشعة التداخلية عبر: التفتيت بالليزر أو التخثير لتسهيل إخراجها. هذا الإجراء يتم فى حالات خاصة فقط.
متى نلجأ للأشعة التداخلية بدل الجراحة؟
عندما يكون المريض:
- كبير السن.
- يعانى من أمراض قلب أو رئة شديدة.
- لديه جلطة حديثة.
- مريض غير قادر على التخدير الكلى.
- التهاب مرارة حاد يشكل خطورة على الجراحة.

هل تُغنى الأشعة التداخلية عن استئصال المرارة؟
في أغلب الحالات: لا. الأشعة التداخلية “تنقذ الوضع” و تسيطر على الالتهاب، لكنها: لا تمنع تكوّن حصوات جديدة، و لا تعالج سبب المشكلة الأساسى (المرارة نفسها)، لكنها خيار مثالى لإنقاذ المريض إلى أن يصبح مؤهلًا للجراحة، أو كحل دائم لمن لا يصلحون للجراحة إطلاقًا.
الأشعة التداخلية لا تزيل حصوات المرارة نفسها، لكنها تلعب دورًا مهمًا ومُنقذًا فى:
- تصريف المرارة الملتهبة (قسطرة صفراوية).
- علاج انسداد القناة الصفراوية.
- تثبيت دعامات لإنقاذ الكبد و القنوات.
- تفتيت الحصوات داخل القناة الصفراوية عند الضرورة. و هي من أهم الخيارات لمرضى لا يتحملون العمليات الجراحية.
للتواصل مع عيادة د. محمود غلاب أو حجز موعد:
217طريق الحرية (ش أبو قير) الإبراهيمية GIG المركز العالمى للأشعة التداخلية
01000113305
01000113305
يمكنك متابعة قناة دكتور محمود عبد العزيز غلاب: علاقة الأشعة التداخلية بتضخم البروستاتا | د. محمود غلاب استشارى ومدرس الأشعة التشخيصية و التدِاخلية.

العلاج الحديث لأورام الكبد الخبيثة بالأشعة التداخلية و الحقن الشريانى و التردد الحرارى – بقلم د. محمود عبد العزيز غلاب
تُعد أورام الكبد الخبيثة من أكثر الأمراض انتشارًا فى مصر و الوطن العربى، خاصة بين المرضى الذين يعانون من تليف الكبد أو الالتهاب الكبدى الفيروسى

أسباب حصوات المرارة، و أعراضها، و ما دور الأشعة التداخلية فى علاج مضاعفات حصوات المرارة؟
تُعد حصوات المرارة من أكثر مشكلات الجهاز الهضمى شيوعًا، و تنشأ عندما تتجمّع مكوّنات العصارة الصفراوية داخل المرارة و تشكل حجارة صغيرة قد تبقى بدون

علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية بدون جراحة: أحدث الطرق و نسب النجاح مع د. محمود عبد العزيز غلاب
يُعدّ تضخم البروستاتا الحميد من أكثر أمراض الرجال شيوعًا بعد سن الخمسين، و يؤدى إلى أعراض مزعجة مثل ضعف تدفق البول، التقطيع، صعوبة بدء التبول،