تُعتبر الأورام الليفية من المشكلات الصحية الشائعة التى تُصيب الكثير من النساء حول العالم، خاصة فى سن الإنجاب. و على الرغم من أن هذه الأورام غالبًا ما تكون غير سرطانية، إلا أنها قد تُسبب العديد من الأعراض المزعجة و المضاعفات الصحية التى تؤثر على جودة الحياة.

الأورام الليفية

يتناول هذا المقال موضوع الأورام الليفية بشكل شامل، حيث نبدأ بتعريف هذه الأورام و أسبابها و أعراضها، ثم ننتقل إلى كيفية تشخيصها من خلال الفحص الطبى و الأشعة الصوتية و الفحوصات المخبرية. و أخيرًا، نستعرض الخيارات المختلفة المتاحة لعلاج الأورام الليفية، بما فى ذلك العلاج الدوائى، التدخل الجراحى، و العلاج بالأشعة.

من خلال هذا المقال، نهدف إلى تقديم معلومات دقيقة و شاملة تساعد القارئات على فهم طبيعة الأورام الليفية و طرق التعامل معها، مما يُسهم فى تحسين الوعى الصحى و تمكينهن من اتخاذ القرارات الصحية المناسبة بالتشاور مع اختصاصيى الرعاية الصحية.

علاج الأورام الليفية مع الدكتور محمود غلاب خبير الأشعة التداخلية
علاج الأورام الليفية مع الدكتور محمود غلاب خبير الأشعة التداخلية

ما هى الأورام الليفية؟

الأورام الليفية هى نموات غير سرطانية تتشكل فى الرحم، و هى تعتبر من الحالات الشائعة بين النساء فى سن الإنجاب. تتكون هذه الأورام من أنسجة عضلية ليفية تتشابك لتشكل كتلة صلبة أو ناعمة تختلف فى الحجم من صغيرة جداً إلى كبيرة تشوه شكل الرحم. على الرغم من أن معظم الأورام الليفية لا تسبب مشاكل صحية خطيرة، إلا أن بعض النساء قد يعانين من أعراض تؤثر على جودة حياتهن.

أسباب الأورام الليفية

حتى الآن، لم يتم تحديد سبب دقيق لنشوء الأورام الليفية، و لكن يعتقد الباحثون أن هناك عوامل متعددة قد تساهم فى تطورها. من بين هذه العوامل:

  1. الجينات الوراثية: قد تكون الوراثة عاملاً مساهماً، حيث يمكن أن تنتقل الأورام الليفية من جيل إلى آخر.
  2. الهرمونات: يلعب هرمونًا الإستروجين و البروجسترون دوراً مهماً فى نمو الأورام الليفية، حيث يلاحظ زيادة فى حجمها خلال فترات الحمل و تقلصها بعد انقطاع الطمث.
  3. عوامل النمو: مواد كيميائية تنتج فى الجسم قد تؤثر على نمو الأنسجة و تساهم فى تكوين الأورام الليفية.

أعراض الأورام الليفية

تتنوع أعراض الأورام الليفية بشكل كبير بين النساء، و بعض النساء قد لا يلاحظون أى أعراض على الإطلاق. من بين الأعراض الشائعة:

  1. نزيف غير طبيعى: قد تعانى النساء من نزيف حاد أو مطول خلال فترات الحيض.
  2. آلام الحوض: يمكن أن تسبب الأورام الليفية آلاماً متفاوتة فى منطقة الحوض.
  3. الضغط و الألم: قد تشعر النساء بضغط أو ألم فى البطن أو أسفل الظهر، و أحياناً يمتد الألم إلى الساقين.
  4. مشاكل فى التبول: إذا كان الورم الليفى يضغط على المثانة، فقد يؤدى ذلك إلى زيادة الحاجة إلى التبول.
  5. مشاكل في الجهاز الهضمى: بعض النساء قد يعانين من إمساك أو انتفاخ بسبب الضغط على الأمعاء.

يجب أن يتم تقييم الأعراض بشكل فردى، حيث يمكن أن تؤثر الأورام الليفية بطرق مختلفة على كل امرأة. التشخيص المبكر و المتابعة الدورية يمكن أن تساعد فى إدارة الأعراض و تحديد أفضل خيارات العلاج.

التشخيص

تشخيص الأورام الليفية يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات لضمان دقة النتائج و تحديد الخطة العلاجية المناسبة. يتمثل التشخيص فى عدة مراحل و أدوات، نستعرضها فيما يلى:

الفحص الطبى

أول خطوة فى تشخيص الأورام الليفية هى الفحص الطبى السريرى الذي يجريه الطبيب المختص. يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبى الكامل للمريضة، متضمناً الأعراض التى تعانى منها و التاريخ العائلى لأى أمراض مشابهة. بعد ذلك، يجرى الطبيب فحصاً بدنياً شاملاً بهدف الكشف عن أى تضخم فى الرحم أو وجود كتل غير طبيعية. يُعَد هذا الفحص الأولى أساسياً لتوجيه عملية التشخيص نحو الفحوصات الأكثر دقة.

الأشعة الصوتية

الأشعة الصوتية (السونار) هى الخطوة التالية فى تشخيص الأورام الليفية. تُعَد هذه التقنية الأكثر شيوعاً و استخداماً فى الكشف عن الأورام الليفية بسبب دقتها و سهولة إجرائها. يمكن إجراء السونار عبر البطن أو المهبل، حيث يساعد فى تصوير الرحم بشكل دقيق و تحديد حجم و موقع الأورام الليفية. هذه المعلومات تكون حيوية فى تحديد النهج العلاجى الأنسب لكل حالة.

الفحوصات المخبرية

بالإضافة إلى الفحص الطبى و الأشعة الصوتية، يمكن أن تُستخدم الفحوصات المخبرية كجزء من عملية التشخيص. تتضمن هذه الفحوصات تحاليل الدم التى قد تكشف عن فقر الدم الناتج عن النزيف الحاد المرتبط بالأورام الليفية. فى بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل الرنين المغناطيسى أو الأشعة المقطعية لتقديم صورة أكثر تفصيلية عن حالة الرحم و الأورام الليفية.

باستخدام هذه الأدوات و الأساليب المتنوعة، يمكن للأطباء تحديد وجود الأورام الليفية بدقة و تقييم مدى تأثيرها على صحة المريضة، مما يساعد فى وضع خطة علاجية شاملة و فعّالة.

طرق العلاج

علاج الأورام الليفية يعتمد على عدة عوامل منها حجم الورم، و موقعه، الأعراض المصاحبة، و رغبة المريضة فى الإنجاب مستقبلاً. هناك عدة طرق لعلاج الأورام الليفية، تتنوع بين العلاج الدوائى، التدخل الجراحى، و العلاج بالأشعة. نستعرض كل منها بالتفصيل:

العلاج الدوائى

العلاج الدوائى يشمل استخدام الأدوية لتقليل حجم الأورام الليفية أو تخفيف الأعراض المصاحبة لها. من بين الأدوية المستخدمة:

  1. الأدوية الهرمونية: مثل مناهضات الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH agonists) التى تساعد فى تقليل حجم الأورام عن طريق تقليل مستويات الإستروجين و البروجستيرون فى الجسم.
  2. الأدوية المضادة للإستروجين: مثل الميفيبريستون، الذى يساعد فى تقليل حجم الأورام و تخفيف الأعراض.
  3. الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): تُستخدم لتخفيف الألم المصاحب للأورام الليفية.

التدخل الجراحى

في بعض الحالات، قد يكون التدخل الجراحى هو الحل الأنسب لعلاج الأورام الليفية. هناك عدة أنواع من الجراحات التى يمكن النظر فيها:

  1. استئصال الورم الليفى: يتم فى هذا الإجراء إزالة الأورام الليفية فقط، و يتم الحفاظ على الرحم، مما يجعله خيارًا مناسبًا للنساء اللواتى يرغبن فى الإنجاب مستقبلاً.
  2. استئصال الرحم: يتم فى هذا الإجراء إزالة الرحم بالكامل، و هو الخيار النهائى فى الحالات التى تكون فيها الأعراض شديدة و لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
  3. جراحة تنظير البطن: يتم فى هذا الإجراء إزالة الأورام الليفية من خلال شقوق صغيرة فى البطن باستخدام أدوات خاصة و كاميرا.

العلاج بالأشعة

العلاج بالأشعة هو خيار آخر لعلاج الأورام الليفية و يشمل:

  1. الانصمام الشريانى الرحمى: يتم فى هذا الإجراء حقن مواد صغيرة فى الشرايين التى تغذى الأورام الليفية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الورم و يؤدى إلى تقليص حجمه.
  2. العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة (FUS): تستخدم هذه التقنية الموجات فوق الصوتية لتسخين و تدمير الأنسجة الليفية دون الحاجة إلى شق جراحى.

على الرغم من تعدد خيارات العلاج، يظل قرار العلاج الأمثل يعتمد على تقييم الحالة الصحية للمريضة و احتياجاتها الشخصية، و ينبغى مناقشة جميع الخيارات مع الطبيب المختص لاتخاذ القرار الأنسب.

فى الختام، تعتبر الأورام الليفية من الحالات الصحية الشائعة التى تصيب النساء، و خاصة في سن الإنجاب. على الرغم من أن الأورام الليفية غالباً ما تكون غير سرطانية، إلا أنها قد تسبب أعراضاً تؤثر على جودة الحياة مثل الألم و النزف الغزير. من المهم جداً التعرف على الأعراض و البحث عن التشخيص المبكر لتحديد العلاج المناسب.

تتعدد خيارات العلاج المتاحة للأورام الليفية، و تتنوع بين العلاج الدوائى و التدخل الجراحى و العلاج بالأشعة. يعتمد اختيار العلاج المثالى على حجم الأورام، موقعها، شدة الأعراض، و رغبة المريضة فى الحفاظ على الخصوبة. من الجيد أن يتعاون الطبيب مع المريضة لتحديد الخطة العلاجية الأنسب بناءً على الحالة الفردية.

إن التوعية و الفهم الجيد للأورام الليفية يمكن أن يسهم بشكل كبير فى تحسين النتائج العلاجية و تقليل المخاطر المحتملة. لذا، ينبغى على النساء اللواتى يعانين من الأعراض المرتبطة بالأورام الليفية استشارة الأطباء المختصين للحصول على الرعاية الطبية المناسبة. بمزيد من البحث و التقدم الطبى، يمكننا أن نأمل فى تحقيق خيارات علاجية أكثر فعالية و أماناً فى المستقبل.

للتواصل مع عيادة د. محمود غلاب أو حجز موعد: 

217طريق الحرية (ش أبو قير) الإبراهيمية GIG المركز العالمى للأشعة التداخلية

01000113305

01000113305

info@dr-ghalab.com

يمكنك متابعة قناة دكتور محمود عبد العزيز غلاب: د. محمود غلاب يُجيب | ما هى الأورام الليفية؟ 

أفضل طرق علاج تضخم البروستاتا مع د. محمود غلاب

التبخير أم الأشعة التداخلية؟ أفضل طرق علاج تضخم البروستاتا و مقارنة شاملة مع نسب النجاح – د. محمود غلاب

يُعد تضخم البروستاتا الحميد (Benign Prostatic Hyperplasia – BPH) من أكثر المشكلات شيوعًا لدى الرجال بعد سن الأربعين، و قد تطورت وسائل العلاج الحديثة بشكل

Read More »
كل ما تحتاج معرفته عن علاج ألم الظهر والمفاصل بدون جراحة مع د. محمود غلاب

علاج آلام الغضاريف و أسفل الظهر بدون جراحة مع د. محمود عبد العزيز غلاب | التردد الحرارى و حقن الأعصاب و المفاصل

تُعد آلام الظهر، الغضاريف، و المفاصل من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا، و قد تؤثر بشكل مباشر على قدرة المريض على الحركة و ممارسة حياته اليومية.

Read More »
الحقن الكيميائى لعلاج أورام الكبد

العلاج الحديث لأورام الكبد الخبيثة بالأشعة التداخلية و الحقن الشريانى و التردد الحرارى – بقلم د. محمود عبد العزيز غلاب

تُعد أورام الكبد الخبيثة من أكثر الأمراض انتشارًا فى مصر و الوطن العربى، خاصة بين المرضى الذين يعانون من تليف الكبد أو الالتهاب الكبدى الفيروسى

Read More »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *